روماتيزم الأطفال.. غالبا يصيب المفاصل وعلاجه قليل الأثار الجانبية

روماتيزم الأطفال.. غالبا يصيب المفاصل وعلاجه قليل الأثار الجانبية

%50 منها بسبب االلتهاب محدود العدد

50 % منها بسبب الالتهاب محدود العدد

أ.د. سليمان المعيوف

استشاري طب روماتيزم الأطفال

يعتقد البعض بأن الروماتيزم يصيب المسنين فقط، غير أن الأطفال يعانون أيضًا من هذا المرض، فأمراض الروماتيزم تصيب البالغين والأطفال على حد سواء، وهناك تشابه كبير في المسببات والأعراض، إلا أن هناك بعض الأمراض خاصة بالبالغين وأخرى خاصة بالأطفال، فمنها ما يؤثر في المفاصل، ومنها ما يصيب الجلد، ومنها ما يؤثر في عدة أعضاء بالجسم في الوقت نفسه.

الأنواع

- التهاب المفاصل الشامل:

يقصد بلفظ الشامل، أنه قد تمتد الإصابة إلى مختلف أعضاء الجسم إضافة إلى التهاب المفاصل، ومن خصائص هذا النوع وجود حمى وطفح والتهاب حاد في أعضاء مختلفة من الجسم، ما قد يظهر قبل التهاب المفاصل أو أثناء الإصابة به، وقد تشمل الأعراض الأخرى ألم العضلات أو تضخم الكبد أو الطحال أو العقد اللمفية أو التهاب الأغشية المحيطة بالقلب.

- التهاب مفاصل الأطفال المتعدد:

من خصائصه أنه يصيب خمسة مفاصل أو أكثر خلال الأشهر الستة الأولى من المرض مع عدم وجود حمى، وهناك اختبارات للدم يجري من خلالها تقييم العامل الروماتويدي "RF" يمكن من خلالها التمييز بين نوعين: التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب ذو العامل الروماتويدي الموجب أو العامل الروماتويدي السالب.

- التهاب مفاصل الأطفال محدود العدد:

ويعد هذا النوع أكثر أنواع التهاب مفاصل الأطفال مجهولة السبب، حيث يمثل %50 من كل الحالات، ومن خصائصه أن تكون الإصابة في أقل من خمسة مفاصل – في الأشهر الستة الأولى من المرض - مع عدم وجود أعراض أخرى، وهو يصيب المفاصل الكبيرة (مثل الركبتين والكاحلين) بشكل غير متماثل، وقد تصاحبه مضاعفات في العين، مثل التهاب الجزء الأمامي من المقلة (التهاب العنبية الأمامي).

الأعراض

- شكوى الطفل من ألم في عدة مفاصل وبصورة متكررة.

- وجود تورم في أحد المفاصل (بشرط ألا تكون نتيجة إصابة).

- تغيير طريقة مشي الطفل بصورة غير طبيعية (يعرج).

- تيبس المفاصل وصعوبة في الحركة خصوصًا بعد استيقاظ الطفل من النوم.

- تزامن الشكوى مع حرارة متكررة وطفح جلدي.

- تزامن الشكوى مع خمول مستمر وفقدان للشهية.

الفحوصات المخبرية

تتمثل أهمية التحاليل المخبرية في دورها المهم لمعرفة نشاط المرض، وكذلك سير ومتابعة تحسن الحالة المرضية، ما يساعد الطبيب المعالج في إعادة تنظيم الأدوية المستخدمة لعلاج المريض، ولذلك من المفيد إجراء فحوصات مثل سرعة الترسيب ((ESR))، وكذلك البروتين المتفاعل (CRP) إضافة لتحليل كريات الدم والصفائح ووظائف الكلى والكبد. كما توجد بعض التحاليل التي تساعد الطبيب لمعرفة النوع الفرعي لالتهاب المفاصل لدى الأطفال، منها العامل الروماتويدي RF وتحليل ANA. وكما أن التحاليل المخبرية مهمة فإن الأشعة بمختلف أنواعها لها دور مهم أيضًا في تقييم الحالة المرضية، مثل:

الأشعة السينية، الأشعة الصوتية، الرنين المغناطيسي، فالطبيب المعالج يحدد نوع الأشعة المناسبة في الوقت المناسب.

العلاج

لا يوجد علاج محدد لالتهاب المفاصل لدى الأطفال، ولكن الهدف هو السيطرة على الالتهاب، ومنع أي ضرر دائم قد يصيب المفصل. ويستند العلاج في المقام الأول إلى استخدام أدوية تثبط الالتهاب: ومن ثم إجراءات تحافظ على استمرار المفاصل في أداء وظائفها بشكل طبيعي.

وتتوافر حاليًا أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكن استخدامها في العلاج، ولله الحمد، فإن كثيرًا منها أثبت فعاليته وكذلك قلة الآثار الجانبية، وظلت مضادات الالتهاب غير الستيرويدية العلاج الأساسي لكافة صور التهاب مفاصل (NSAID).

وقد يلجأ الطبيب المعالج إلى استخدام الكورتيزون خصوصًا في بداية مشوار العلاج، ولا شك أن الميثوتريكسيت يمثل دواء المستوى الثاني المفضل على مستوى العالم لعلاج المصابين بالتهاب مفاصل الأطفال، كما أن توافر الأدوية البيولوجية ساهم كثيرًا في تحسين العلاج.