أمراض الروماتيزم .. أنواعها والطرق المثلى للعلاج

أمراض الروماتيزم .. أنواعها والطرق المثلى للعلاج

تصيب ما يقارب %30 من السكان

جسور

ينتشر بين الناس مفهوم خاطئ مفاده أن الروماتيزم مرض واحد؛ بينما في الحقيقة هو مجموعة من الأمراض تؤثر على الجهاز الحركي (المفاصل، العضلات، العظام، الأربطة والأوتار) وعلى الأنسجة الضامة مثل الأغشية المغلفة للمفاصل، جدار القلب، جدار الرئة جدار الأوعية الدموية.

تنقسم أمراض الروماتيزم إلى أمراض مناعية وأمراض نتيجة التهابات جرثومية أو ترسب کریستالات أو نتيجة خشونة واحتكاكات في المفاصل.

تحدث الأمراض المناعية الروماتيزمية نتيجة خلل في جهاز المناعة حيث تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها مهاجمة الميكروبات بمهاجمة خلايا النسيج الضام لجسم الإنسان مثل الخلايا المكونة للغشاء الزلالي المبطن للمفاصل، وخلايا كريات الدم والصفائح الدموية، والخلايا المبطنة لجدار الأوعية الدموية، وأنسجة الأعصاب والكلى وغيرها من خلايا أنسجة الجهاز الضام وعلى حسب الخلايا المتضررة يظهر المرض الروماتيزمي؛ مما يؤدي إلى حدوث حالة التهاب مناعي مزمن تؤثر على المفاصل والأوتار والعضلات والغضاريف والأربطة.

أنواع الروماتيزم

تتعدد أنواع الأمراض الروماتيزمية حيث تصل إلى حوالي أكثر من مئة مرض، تختلف في حدتها وشدتها وعلاجها من مرض إلى آخر، منها على سبيل المثال الروماتيد، والذئبة الحمراء، التهابات العمود الفقري (التهاب الفقار اللاصق)، والصدفية الروماتيزمية، وخشونة وضمور الغضاريف بين الفقرات القطنية والعنقي، والتهاب المفصل التنكسي أو الفصال العظمي، والنقرس، ومتلازمة شوغرن، والتهابات الأوعية الدموية والتهابات العضلات وغيرها.

وتعد الأمراض الروماتيزمية مجتمعة هي الأكثر انتشارًا بين الناس؛ حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أن حوالي 30% من سكان أي بلد في العالم يعانون من أمراض أو آلام روماتيزمية مختلفة، يصنف أغلبها بخشونة المفاصل وبالتهابات المفاصل والتهابات العمود الفقري.

ويميل الأطباء إلى التفريق بين أمراض الروماتيزم المزمنة وأمراض العظام، حيث يتم تصنيف التهاب المفاصل الرثوي (الروماتويد) الذي يصيب ما يقارب 1% من سكان العالم بأنه من الأمراض المزمنة وإذا لم يتم معالجته سيؤدي إلى الإعاقة والتشوه في المفاصل المصابة، أما هشاشة العظام فهو مرض مختلف يصيب كبار السن وفي بعض الأحيان يصيب صغار السن كمرض ثانوي بسبب الكورتيزون أو أمراض الغدد أو بسبب علاج معين ويسمى بالمرض الصامت، وهو يحدث بسبب نقص كثافة العظام ويصبح المصاب به عرضه للكسر في العظام بمجرد سقطة أو أية حركة بسيطة.

ونتيجة لتأخر تشخيص الأمراض الروماتيزمية المناعية ينشط الأطباء والجمعيات في مجال التوعية بأهمية التشخيص المبكر للأمراض الروماتيزمية وأثره في تحسين حياة المصابين، وتفادي حدوث المضاعفات التي قد تصل بالمريض إلى الإعاقة الدائمة أو تشوهات، وفشل بعض أعضاء الجسم في حالة تأخر التشخيص.

الأسباب

لا يوجد سبب واضح للأمراض المناعية ولكن وجود عوامل خارجية كالضغط النفسي الشديد وبعض الالتهابات الفيروسية والميكروبية وغيرها يساعد نوعًا ما بظهور الإصابة بالروماتيزم لمن لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض. والمصاب بأحد الأمراض الروماتيزمية المناعية الالتهابية عادة ما يشتكي من ألم وتورم وتيبس في المفاصل الصغيرة لليدين والقدمين قد يسبب قصورًا وعجزًا في الحركة، وكذلك تآكل وتخريب المفصل وربما الإصابة بتآكل العظم، وعقيدات تحت الجلد، وجفاف العين وضعف في النظر، وفقر الدم، والتهابات عصبية عضلية، بالإضافة إلى تأثير أمراض الروماتيزم على الكلى والقلب حسب نوع المرض الروماتيزمي.

التشخيص

لقد تقدم العلم بصورة كبيرة وأصبح هناك إمكانية لتشخيص المرض في مراحل مبكرة ويعتبر التشخيص الدقيق المبكر هو أفضل الطرق للعلاج، حيث يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للحالة والكشف الإكلينيكي للجهاز الحركي بالكامل بجانب الفحوصات المخبرية المناعية والشعاعية والتي من أبرزها الفحص بواسطة أشعة التلفزيون، الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي

العلاج

توصل الطب الحديث إلى علاجات دقيقة لعلاج معظم الأمراض الروماتيزمية المناعية وبعض هذه الأدوية استحق جائزة نوبل في الطب مثل العلاجات البيولوجية.

ويعتمد العلاج الأولي لبعض الأمراض الروماتيزمية على حدة المرض وأجهزة الجسم المصابة ففي بعض الحالات يبدأ العلاج بالكورتيزون مؤقتًا وتكون الجرعة حسب الحالة المرضية وشدة المرض إلى أن يعمل الدواء الأساسي.

وفي حالات الألم الشديد في المفاصل تستخدم الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات لفترة قصيرة وفي كثير من الأحيان يكون هنالك حاجة إلى مسكنات أقوى.

ويتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات القليلة التي يكون المفصل حصل له تشوه ولم يستجيب إلى برنامج العلاج التحفظي، ومن هذه العمليات استئصال الغشاء الزلالي للمفاصل الزلالية، جراحات استبدال المفاصل المتآكلة بمفاصل صناعية والتي أثبتت نجاحها.

كما تساعد الحركة في الحد من تآكل غضاريف المفاصل وتقلص العضلات. وتعد قيادة الدراجة الهوائية والسباحة من أكثر الرياضات فائدة لمقاومة ضعف العضلات الناتج عن قلة الحركة بسبب الألم والالتهاب.

النشاط والحركة تحدان من تآكل الغضاريف وضعف العضلات