الطبيب هو المرجع الموثوق به
د. حسين محمد
حلبي
استشاري
أمراض المفاصل والروماتيزم
هناك مفاهيم
خاطئة تنشأ عادة من عدم المعرفة بالشيء، وعندما تمس الصحة فيجب تصحيحها، فقد ساهمت
التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للنصائح الشخصية من غير
المختصين، ومن التجارب الشخصية للمرضى أو أهاليهم، مما تسبب في شيوع مفاهيم خاطئة
عن الأمراض وعلاجها، وانعكس ذلك بشكل سلبي على صحة الكثيرين من المرضي.
مفاهيم خاطئة
الخلط ما بين
استشاري أمراح المفاصل والروماتيزم واستشاري جراحة العظام والحقيقة أن الفرق شاسع
بينهما، فطبيب العظام مختص بعلاج الكسور والإصابات وغيرها، بينما طبيب الروماتيزم
يختص بعلاج التهابات المفاصل وأمراض الأنسجة الضامة.
الاعتقاد أن أمراض الروماتيزم
تصيب كبار السن من الرجال أكثر من النساء؛ بينما أغلب مرضى الروماتيزم هم من
السيدات في عمر ما بين 18 إلي 50 عامًا، والنساء أكثر من الرجال عرضة للإصابة في سن
مبكرة.
ربط أمراض الروماتيزم بالبرودة
والرطوبة، ليس هناك دراسة علمية تثبت هذا الربط، وما يحدث هو أن البرودة قد تزيد
من الآلام فقط لكنها لا تتسب فيها.
جميع أمراض الروماتيزم تشفي
تلقائيًا؛ والصحيح أنها أمراض مزمنة يتعايش معها المريض، حالها كحال مرض السكر
والضغط والربو، يتم السيطرة عليها من خلال المواظبة على العلاج وزيادة الطبيب بشكل
منتظم.
الاعتقاد بأن الأمراض
الروماتيزمية تصيب المفاصل فقط، والواقع أن الأعراض المصاحبة قد تكون على شكل
التهابات تصيب الجلد، القلب، الرئة، الأعصاب، الكلى، خلايا الدم وغيرها من الأجهزة
الحساسة في الجسم.
تشخيص الأمراض الروماتيزمية يكون عن طريق التحليل فقط؛ والصحيح أن أكثر من 75% من الأمراض
الروماتيزمية يتم تشخيصها عن طريق التاريخ المرضي للمريض، وذلك بسؤاله عن أعراض معينة
بالإضافة للفحص السريري، بينما 20% من الأمراض يتم تشخيصها بالاعتماد بشكل أساسي
على التحاليل.
علاج التهابات الروماتيزم عبارة عن مسكنات
وكورتيزون، والحقيقة أنها ليست إلا علاجات مؤقتة.
الاعتقاد بإمكانية علاج أمراض الروماتيزم من خلال الذهاب إلى تجار
الوهم كممارسي الطب الشعبي ومروجي علاجات الروماتيزم الكاذبة وفي الغالب تسبب هذه
الممارسات أثارًا سلبية خطيرة.
وجود علاج واحد يناسب جميع أمراض الروماتيزم؛ والحقيقة أن العلاج
يكون حسب نوع المرج ودرجة الالتهاب والعضو المصاب.
اعتقاد البعض أن مرض الروماتيزم هو مرض النقرس وأخذ علاج الأملاح
بشكل خاطئ، مما قد يسبب عواقب صحية وخيمة؛ لذلك عند الشعور بالأعراض يجب مراجعة
طبيب أمراض المفاصل والروماتيزم للحصول علي الاستشارة الصحيحة والتشخيص السليم.
آلام الظهر والعظام سببها هشاشة العظام، والصحيح إن هشاشة العظام مرض
صامت ليس له أي أعراض.
أن المرأة التي تعاني من الروماتيزم لا يمكنها الزواج، والحقيقة
أن المريضة إذا استمرت في العلاج وسيطرت على الأعراض، يمكنها الزواج والإنجاب بشكل
طبيعي.
أخذ الاستشارة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يصح الاعتماد
على تلك الوسائل حتي وإن كانت من استشاري أمراض روماتيزم فهو غير ملم بالحالة
المرضية، فالطبيب المباشر هو الوحيد الذي يجب استشارته ومتابعة الحالة معه خصوصًا
فيما يتعلق بتغيير أو وقف العلاجات.
توقف المريض عن العلاج أو تخفيف الجرعة بمجرد شعوره بالتحسن أو اختفاء
الألم بعد استعمال العلاج، والصحيح عليه الاستمرار والمتابعة مع الطبيب المختص.
أخذ علاجات لتحوير أو تثبيط المناعة يستوجب الانعزال الاجتماعي،
والحقيقة أن الكثير من المرض يمكنهم مزاولة الحياة بشكل طبيعي مع هذه العلاجات،
كما يجب التنويه إلى أن المريض يجب أن يلتزم بالتطعيمات الدورية كتطعيم الإنفلونزا
والحمى الشوكية والبكتيريا العنقودية وغيرها.