مرض النقرس .. الرفاهية والأغذية الدسمة المتهم الأول

مرض النقرس .. الرفاهية والأغذية الدسمة المتهم الأول

ارتفاع حمض البول ال يعني اإلصابة بالمرض

ارتفاع حمض البول لا يعني الإصابة بالمرض

أ.د. البدر حمزة حسين

استشاري أمراض الروماتيزم

"النقرس" أحد أمراض المفاصل، ينشأ بسبب ترسب نوع من الأملاح على شكل كريستالات مجهرية تسمي أملاح حمض البول، ويظهر عند حدوث خلل في الجسم بحيث لا يستطيع إخراج حمض البول بشكل كاف أو أن الجسم ينتج هذه المادة بشكل كبير.

يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض النقرس بأربعة أضعاف مقارنة بالنساء؛ حيث يصيب الرجال في أعمار الثلاثين والخمسين والنساء بعد سن الستين، وينتشر المرض بشكل أكثر في البلاد التي تتمتع بمستوى عال من الرفاهية، وذلك نتيجة نوعية الأطعمة التي يتناولونها والتي غالبًا ما تكون وجبات دسمة.

الأعراض

- آلام شديدة في مفصل واحد كمفصل أصبع القدم الكبير أو مشط القدم أو الركبة، وتبدأ الأعراض بشكل سريع ومفاجئ وتسمى في هذه الحالة نوبة حادة.

- إصابة مفاصل الأطراف السفلية من الجسم أكثر من مفاصل الأطراف العلوية وأغلب نوبات المرض الأولى الحادة تخف خلال ثلاثة إلى عشرة أيام.

- تغيير شكل المفاصل التي تترسب فيها كريستالات حمض البول.

- تشكل حصوات في الكلية والمسالك البولية نتيجة ترسب كريستالات حمض البول.

الأسباب

هناك عدة عوامل يمكن أن تتسبب في حدوث نوبات مرض النقرس أهمها:

- نمط الحياة والبيئة: حيث يظهر المرض في البلدان ذات الدخل العالي. الإفراط في تناول أنواع معينة من الأطعمة مثل: المأكولات البحرية والكبد واللحوم قد تساهم بحدوث نوبات للمرض.

- تناول الكحول.

- استخدام بعض الأدوية كمدرات البول.

عامل الوراثة: قد يكون له دور في الإصابة بمرض النقرس وقد يصيب أكثر من شخص في العائلة الواحدة.

الإصابة ببعض الأمراض النادرة كأمراض الدم والتي يمكن أن تسبب ظهور مرض النقرس.

التشخيص

التشخيص المبكر للمرض يساهم بمنع أو تأخير حدوث مضاعفات حيث يشخص الطبيب المرض على أساس الأعراض التي يشتكي منها المريض (التاريخ المرضي) والفحص السريري، وربما يلجأ الطبيب إلى الفحوصات المختبرية، والأشعة للعظام والمفاصل التي تساعد في تأكيد التشخيص.

إن ارتفاع مستوى حمض البول في الدم بدون وجود أعراض للمرض لا يعني أن الإنسان مصاب بمرض النقرس، حيث وجد أن واحدًا من كل خمسة أشخاص من الذين لديهم ارتفاع بمستوى حمض البول في الدم ربما يعاني من المرض مستقبلًا.

العلاج

يهدف الطبيب من خلال العلاج إلى تخفيض مستوى حمض البول لمستواه الطبيعي في الدم ومنع حدوث المضاعفات للمرض وجعله تحت السيطرة بجانب التقليل من عدد النوبات الحادة ومنع حدوث الضرر على المفاصل ومنع تكوين حصى في المسالك البولية، ويوجد نوعان من العلاج هما:

1- العلاج الدوائي:

في هذا النوع يتم استخدام المسكنات من أجل تخفيف الألم وبعض العلاجات الأخرى في تقليل مستوى حمض البول في الدم ومنع ترسبه في الأنسجة.

2 - العلاج غير الدوائي:

- تقليل تناول بعض الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والكاكاو والأطعمة البحرية واللحوم الدسمة والكحول.

المحافظة على الوزن المثالي الذي يساعد على التقليل من مستوى حمض البول في الدم، وخفض الوزن الزائد يساعد كثيرًا في التحكم بالمرض.

- ممارسة الرياضية تساعد على تقوية المفاصل والعضلات، وأيضًا تساعد المريض على المحافظة على الوزن المثالي.

- ينصح بتناول كميات كبيرة من المياه النقية؛ فالسوائل تعزز إخراج حمض اليوريك، كما ينصح بتناول الفواكه والخضروات غير المطهوة، وتناول العصائر وخاصة عصير الكرز، وعصير الكرفس المخفف بالماء المقطر.

- تناول الحبوب والبذور والمكسرات.

- تجنب الأطعمة الغنية بالبيورين مثل: الأنشوجة، والهليون، ومرق اللحم وصلصات اللحم، وعش الغراب، وبلح البحر، والسردين، وبنكرياس العجل أو الحمل.